روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | عبير والمرض الخبيث!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > عبير والمرض الخبيث!


  عبير والمرض الخبيث!
     عدد مرات المشاهدة: 2665        عدد مرات الإرسال: 0


عبير فتاة جميلة.. أنيقة.. قد لا أكون مبالغا بأنها آية في الجمال والروعة.. فكل من حولها يتمنها زوجة له وأما لأولاده..وذلك من خلال ماتتحدث به عن نفسها.. أرسلت لي رسالة على برنامجي بيوت مطمئنة بإذاعة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك 1428 في العشر الآواخر وكانت رسالتها مبكية ومؤثرة لحد كبير من خلال ماسمعت من تفاعل من سمعها عبر أثير البرنامج

تقول عبير: عمري 28 سنة جميلة ثرية متزوجة وأم لطفلة عمرها 9سنوات -لمياء- تحدثتم في البرنامج عن مرضى السرطان فإسمحوا لي ان احدثكم عن قصتي الحزينة فمواقفي مع السرطان وأوجاعه والألامه طويلة فمعانتي قاسية حتى اني ابكي من شدة ما اشعر به من تعب وإرهاق.. لن انسى يادكتور لحظة إستخدام الكيماوي كعلاج وذلك لأول مرة فقد كنت خائفة من الاثر السلبي له لكن تحملت وقلبي يتقطع من الخوف والقلق... بعد فترة من العلاج الكيماوي تساقط شعري بسببه.. الشعر الحريري الذي عرفني به القريب والبعيد فقد كان لي وبصراحة التاج على رأسي لكنة المرض الخبيث الذي إسقطه شعرة شعرة وأمام نظر عيني في ليلة من الليالي جاءت بنيتي لمياء فجلست بجانبي ومعها بعض الحلويات وأخذنا نتابع برنامجا في قناة المجد فأغلقت التلفزيون والتفت إلي وقالت: ماما.. أنتي بخير! قلت نعم فأمسكت بخصلة من شعري فسقطت بيديها فمسحت بيدي شعري فسقطت عدد من الخصلات أمامها فقلت لها: ما رأيك بهذا يالمياء؟ فبكت ومسحت دموعها بيديها وقالت: ماما هذه حسنات وأخذت تجمع خصلات شعري المتساقط وتضعه بمنديل..فبكيت حتى تقطع قلبي من البكاء وحضنتها لصدري وسألت ربي جل في علاه أن يشفيني ويطيل في عمري لأجل بنتي لمياء أو ألا أموت بسبب المرض الخبيث وأصبر على أوجاعه..

من الغد طلبت من زوجي حلاقة فحلقت جميع شعر راسي في دورة المياة دون ان يعرف احد وإرتحت من مشاهد سقوط الشعر في الصالة والمطبخ والمجلس حتى سرير النوم والسيارة لم تسلم من شعري المتساقط.. لبست بعد حلاقة شعري طرحة دائمة في البيت فشكت بنتي لمياء وازلت الطرحة من راسي فشاهدت رأٍسي محلوقا كله فقالت لي: ماما لماذا فعلتي هذا؟ نيستي أنني ادعو ربي لك بالشفاء وأن لايتساقط شعرك.. ألاتعرفين أن الله يقبل دعوتي فهو يحبني ولايرد لي طلب.. ياامي انا ادعو لك في سجودي ان يغيد شعرك أجمل مما كان وأكثر وأحلى.. ماما لي شهر لم افطر في المدرسة من مصروفي بل كنت اتصدق به على العاملات المسكينات في المدرسة واطلب منهم الدعاء لك.. ماما هل تعرفين أني طلبت من صديقتي منال ان تطلب من جدتها الطيبة ان تدعو لك بالشفاء.. ماما انا احب الله وهو يحبني ولن يرد دعوتي وسيشفيك الله قريبا.. لم اتمالك نفسي وهي تتحدث بهذه الثقة والقوة والجرأة فبكيت امامها وحضنتها فبكت ثم جثت على ركبتيها وإستقبلت لمياء القبلة ورفعت يديها لله جل وعلا تدعو لي بالشفاء وتبكي فالتفت نحوي وقالت: ماما اليوم يوم الجمعة وهذه ساعة إجابة ادعو لك فقد اخبرتني الاستاذة نورة بذلك.. يالله لقد تقطع قلبي مما اراه من تصرف بنتي معي.. فذهبت لغرفتي ومن شدة التعب نمت بدون شعور فلم استيقظ إلا وبنتي لمياء تقرأ علي القرآن الكريم علي... كنت اسمع سورة الكرسي والفاتحة بصوتها الجميل الناعم فأشعر بإرتياح وقوة ونشاط بل كثيرا ما اطلب منها ان تقرأ علي سورة الإخلاص والمعوذتين كلما شعرت بعدم النوم من شدة الوجع.. بعد شهر من العلاج راجعت المستشفى فأخبروني بأني لست بحاجة الآن للعلاج الكيماوي وأن حالتي في تحسن مستمر.. بكيت من شدة الفرح وعاتبني الطبيب على حلق الشعر ويجب ان اكون قوية مؤمنة بالله واثقة بأن الشفاء من عنده.. رجعت للبيت فرحه جدا وبنفسية متفائلة وبنتي لمياء تضحك من سعادتي وفرحي فقالت لي ونحن في السيارة: ماما الدكتور مايعرف شي.. بس ربي هو من يعرف كل شي؟ قلت: كيف قالت: سمعت بابا يكلم صديقه بالجوال ويقول له: أرباح المحل هذا الشهر اعطه الجمعية الخيرية للإيتام لأجل ربي يشفي أم لمياء.. فبكيت من هذا الخبر لأن الدخل الشهري للمحل لايقل عن 200 الف ريال ويزيد بعض الأحيان.. حالتي ولله الحمد في تحسن مستمر بفضل الله اولا ثم بقوة بنتي لمياء التي كانت لي عونا لي في التغلب على هذا المرض الخبيث فقد كانت تذكرني بالله وأن الشفاء بيده جل وعلا..كما لا انسى زوجي العزيز وصدقة السر التي كانت احد اسباب تخفيف الالم.. ادعو لي بالشفاء العاجل ولكل مصاب ومصابة بمرض السرطان فنحن نعاني من اوجاع تفتك بأجسامنا ونفسيتنا لكن رحمة الله وفضله اكبر وأشمل ولله الامر من قبل ومن بعد وشكرا لكم.

الكاتب: د. عادل العبدالجبار.

المصدر: شبكة الصوت الإسلامي.